الأمم المتحدة: انهيار الخدمات الأساسية يفاقم أزمة الكوليرا في السودان
أكثر من 16 ألف إصابة و340 وفاة
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الهجمات المتكررة على البنية التحتية للكهرباء في العاصمة السودانية الخرطوم، تسببت في نقص حاد في إمدادات المياه، ما أجبر مئات الآلاف من السكان على استخدام مصادر غير آمنة.
وأوضح المكتب -في بيان يوم الاثنين- أن هذا الوضع الكارثي يهدد أكثر من مليون طفل بخطر الإصابة بأمراض منقولة بالمياه، في وقت يشهد فيه السودان تفشيًا متسارعًا لوباء الكوليرا وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أشار مكتب أوتشا إلى أن عدد الإصابات اليومية بالكوليرا في ولاية الخرطوم شهد انخفاضًا نسبيًا مقارنة بالأسابيع الماضية، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها العاملون الصحيون والمتطوعون المجتمعيون.
16 ألف إصابة و340 وفاة
رغم التراجع النسبي، حذر المكتب من أن الأرقام الإجمالية لا تزال مرتفعة بشكل مذهل، حيث تم تسجيل أكثر من 16,500 حالة إصابة بالكوليرا وأكثر من 340 حالة وفاة منذ بداية تفشي المرض.
وفي ولاية جنوب دارفور، خاصة في مدينة نيالا والمناطق المجاورة، ظهرت عشرات الإصابات الجديدة بالكوليرا، ما دفع السلطات المحلية إلى إعلان حالة طوارئ صحية، وناشد المسؤولون هناك المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم دعم فوري، بهدف احتواء انتشار المرض قبل خروجه عن السيطرة.
أكد المكتب الأممي أن ولايتي شمال دارفور ونهر النيل تشهدان استمرارًا في تسجيل الإصابات، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 200 حالة وعدد من الوفيات منذ منتصف الشهر الماضي، ما يزيد المخاوف من اتساع رقعة الوباء في ظل الظروف المتدهورة.
استجابة تواجه تحديات
أوضح أوتشا أن السلطات المحلية، بدعم من الأمم المتحدة، أنشأت مراكز لعلاج الكوليرا وفعّلت أنشطة للرصد المجتمعي والتوعية الصحية، لكنهم ما زالوا يواجهون نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية والتمويل ودعم العاملين الصحيين المرهقين.
أكد المكتب أن قدرات الأمم المتحدة وشركائها على توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية تواجه تحديات متزايدة، تتمثل في نقص التمويل وصعوبة إيصال الإمدادات والأفراد عبر خطوط التماس، وهو ما يهدد فعالية العمليات الإنسانية بشكل عام.
نداء للمجتمع الدولي
في ختام بيانه، حث مكتب أوتشا المجتمع الدولي على التحرك الفوري لضمان وصول الموارد والإمدادات إلى المتضررين، ومنع تفشي الوباء في مناطق جديدة. وقال: "لا بد من حماية ملايين المدنيين العالقين في مناطق النزاع والمعرضين لخطر داهم".
منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، خاصة في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور، ومع انهيار الخدمات الأساسية، ولا سيما الكهرباء والمياه، باتت الأوبئة مثل الكوليرا تهدد ملايين الأشخاص، وسط صعوبات لوجستية وأمنية تعيق جهود الإغاثة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن السودان يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، مع وجود أكثر من 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة.